بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً
وبعون الله ، سنحفظ كتاب الله
حتى متى يا أمة محمد حتى متى !!
هذه رسالة إلى كل طفل وطفلة، إلى كل شاب وشابة، إلى كل شيخ وعجوز يحمل هم هذا الدين، رسالة
أبتغي فيها أن تستيقظ العقول ولو لفترات، فالزمان متسارع والطريق منحدرات، وإن لم نركب السفينة
مع أسلافنا، بقينا على الميناء حتى يعودوا ولن يعودوا إلى بعودة من أنفسنا (( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )). عليكم أن تدركوا إخواني أن قنوات الدعوة إلى النصرانية يفوق عددها
قنوات الإسلام بكثير، وإن من أعداءنا من يفسر القرآن بطريقته الخاصة حتى يضلونا السبيلا! فكم من
مبشر يفسر القرآن ويدعو المسلمين للنصرانية وبكتابنا نحن، فأين نحن من الرد على هؤلاء، ما هو
موقفنا من هذا الدين؟ وربما تتساءلون وكيف نرد؟ لا يخفاكم أن الرد يكون بمعرفة كتاب الله وتفسيره
وحفظه فإن بذلك تسلم القلوب، وتحيا الضمائر، وتعالوا لنسمع ماذا يقول أحد أعداء الإسلام، يقول: من
لي بمن يخرج القرآن من صدور أبناء الإسلام؟ فيرد أحد الأشقياء ويقول: نأتي إلى المصحف فنمزقه
قال: لا، لا ينفع نريد أن نمزقه من قلوبهم وقلوب أبنائهم. انظروا معي كيف أن أعدائنا عرفوا أن
نصرتنا بالقرآن الكريم وبحفظته، فمتى نحن سنعلم؟ نعم، متى سنعلم هذه الحقيقة؟ واسمع إلى ما يقوله
عدو آخر يقول: ثلاث ما دامت عند المسلمين فلن تستطيعوا إخراجهم من دينهم ؛ القرآن في صدورهم
والمنبر يوم الجمعة والكعبة التي يرتادها الملايين من المسلمين فإذا قضي على هذه قضي على
الإسلام والمسلمين؟ فمتى سنمكن القرآن من قلوبنا؟ أجيبوا متى؟
فضل القرآن الكريم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً
وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ{29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ {30} }
ويقول من لا ينطق عن الهوى "تركتم فيكم ما إن تمسكتم به، لن تضلوا بعده، كتاب الله وسنتي" ويقول
أيضا "اتلوا القرآن فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول
ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" فيا لله كم من الحسنات سنحصد من قراءة
كتاب الله وحفظه وتكراره، وتخيل معي يا عبد الله، يا حافظ القرآن، كيف إنك تأتي يوم القيامة وقد نصب
لك في الجنة سلما بدرجات يقول الله لك بلا ترجمان اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها
فمن كان يقرأ في القرآن كثيرا رقى حتى يصبح كالكوكب الدري في سماء الجنة ثم هم على منازل هم
درجات عند الله والله بصيرٌ بما يعملون. . وانظر معي كيف كانوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
رضوان الله عليهم ، ها هو [عثمان] ـ رضي الله عنه ـ كان ينشر المصحف من بعد الفجر إلى صلاة
الظهر يقرأ ودموعه تنهمر على كتاب الله فيقول له الناس: لو خففت عن نفسك، قال: أما والله لو
طهرت قلوبنا ما شبعنا من القرآن.
الإخلاص طريق المتعلم إلى النجاح
لا نريد من هذه الرسالة أن نخرج بحفظ كتاب الله لغير وجه الله، لأن عقاب هذا خزي في الآخرة وعذاب
أليم، نريد أن نخلص النية ونضع نصب أعيننا أن في الصحيح أنه صلي الله عليه وسلم قال "يؤتي
بحامل القرآن رياء فيقول الله له ماذا عملت قال تعلمت فيك القرآن وعلمته قال كذبت وإنما تعلمت ليقال
عالم وقرأت ليقال قارئ فقد قيل ثم يُأْمَرُ به فيسحب على وجهه حتى يلقي في النار" تخيلوا ان قاريء
القرآن يسحب على وجه؟ وذلك كله بسبب عدم إخلاص النية. يشتكي أحد المسلمين من أنه لم يعد كما
كان في صلاته وصومه وأموره كلها، فكان يخشع ويخلص النية في السابق، إلا انه أصبح يهمل في
أداء بعض العبادات. أبشركم أخوتي في الله أنني أحمل لكم مفاجأة تستطيعون بها أن تثبتوا على هذا
الدين وتخلصوا نياتكم ،فكلكم الآن مشتاق لمعرفة ذلك، وما هو الحل لمشكلة هذا المسلم؟ سنأخذكم في
جولة تبين لكم هذه الطريقة بشكل مبسط، طالب مهمل دائما لا يقوم بما يطلب منه معلمه من مهام ولكنه
عندما سمع المعلم يقول أن لكل مهمة يكلف بها الطالب عشر نقاط، قام واجتهد وأدى المهام، السؤال
هنا مالذي دفع الطالب على القيام بالمهام مع أنه مهمل؟ نقول هنا أن هذا الطالب عندما عرف أن لهذه
المهام قيمة، أدى ما عليه؟ ولكن طالما لن يجني منها أي جائزة فلن يعمل؟ فكلما تذكر الطالب النقاط
قام ليعمل فهو يسعى وراء ثواب، فلماذا لا يقوم المسلم بالصلاة يرجو من ورائها الثواب؟ إن هذا
المسلم لا يجدد نيته كلما أراد أن يصلى أو يقرآ ويحفظ القرآن فهو يذهب للمسجد بدون نية مسبقة
واحتساب للأجر من الله، فعلى هذا المسلم أذا اراد أن يصلى أن يستحضر نيته كأن يقول في
نفسه: "اللهم إني سأخرج إلى المسجد لأؤدي الصلاة لترضى عني وترزقني من حيث لا احتسب
وتؤجرني بالحسنات." لأنه بهذه الطريقة وضع له محفز يدفعه وهي الحسنات وإن لم يستشعر الحسنات لن يعمل كالطالب المهمل، فهو يصلي رياء، ولا يرجو وراء ذلك مثوبة، فعليه أن يصنع ذلك في أموره
كلها ليحتسب الأجر عند الله، فقط يجدد النية، قبل ما يتوضأ وقبل ما يخرج للصلاة يسأل نفسه هذا
السؤال: هل هذا يرضي الله؟ فإن كانت الإجابة بنعم فهو يذهب لرضوان الله وعلى ذلك يؤجر؟ ويستطيع
المسلم أن يكسب الحسنات في كل أموره لأن كل شيء لله سبحانه وتعالى حتى الذهاب للمدرسة ينبغي
أن يجعله لله ليؤجر على ذلك، فإن الله يقول {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
فالعبادات والحياة والممات لله كلها، فعند الذهاب للمدرسة مثلاً يقول في نفسه " اللهم أذهب للمدرسة
حتى أتعلم وأدعو لدينك" هنا تؤجر! بدلاً من أن تذهب بدون استحضار نية، أرأيت عظم الأجر فقط مجرد
استحضار النية الحسنة وتجديدها. فالخطوة الأولى تجديد النية دائماً
طبيعة الإنسان المعروفة
العقل البشري ينقسم لقسمين: عقل واعي وعقل باطن ، العقل الواعي هو الذي تدرك به أنت الآن فأنت
تقرأ كلماتي وتدرك معناها ، وهو يستيقظ باستيقاظك وينام بنومك. والعقل الباطن هو الذي يتحكم في
طبيعتك وعاداتك وهوياتك وهو يملك قوة غير عادية جداً تغير حياتك رأساً على عقب إلى الأفضل وهو
مستيقظ دائما لا ينام. فإذا أتتك فكرة معينة أو سمعت بتجربة فإن العقل الواعي ربما يصدقها فإن صدقها
أول ما يصنع هو إرسالها للعقل الباطن ، فكلما كررها، كلما كانت مثبتة في الباطن أكثر، حتى تصبح
عادة وتتشكل طبيعتك، فعندما كنت صغير ربما أنك لمست كوباً ساخناً وحرق يدك، تعتبر هذه تجربة ،
فعندما أزلت يدك صدق العقل الواعي أن هذا خطراً ، فربما أعدت ذلك من جديد وحرقت يدك، فتكررت
التجربة من جديد، بهذا تثبتت هذه التجربة في العقل الباطن، فأصبحت لا تلقائيا تخشى الكوب الساخن،
ويقول المثل فيما معناه "من لسعته الحية، يخاف من الحبل" فالعقل الواعي كربان السفينة التي يتحكم
بالسفينة الضخمة (العقل الباطن)، فتجد أن كثير من الفاشلين في حياتهم قد واجهوا رسائل سلبية مثل "
أنت غبي، أنت لا تستطيع " فشكلت هذه الرسائل السلبية حياتهم فتجدهم لا يهرعون للعمل خوفاً من
الفشل الذي صدقه العقل الباطن، فنحن هنا سنكرر لعقلنا الباطن كلمات حتى يصدقها لتساعدنا في حفظ
القرآن الكريم كأن نقول " أنا استطيع أن أحفظ القرآن كاملاً، أنا ذكي ولدي ذاكرة قوية جداً" فإن هذه
الرسالة كلما كررها العقل الواعي، كلما صدقها العقل الباطن، فبمجرد تصديقها، تأتيك الذاكرة القوية
وتصبح ذكياً وتحفظ القرآن كاملاً لأن الباطن كما قلنا يملك قوى غير معقولة. وحتى تكون هذه الرسائل
فعالة بالشكل المطلوب لابد أن تقتنع تماماً بأنها ستحقق، لا تقل ربما تتحقق، لأن الشك في ذلك لا يؤدي
لنتائج جيدة إطلاقاً، ولكن كن متأكداً و موقناً يقيناً تاماً أنها ستحقق، وكل شيء بمشيئة الله، ثم عليك أن
تدونها على ورقة بيضاء وتحتفظ بها في محفظتك و لابد أن تكون هذه الرسالة بصيغتها واضحة
ومحددة، بمعنى أن ما تريده لا يحتاج إلى تفسير، وأن تكون في صيغة الحاضر فلا تقل "سوف يكون
لدي ذاكرة قوية" ولكن قل "لدي ذاكرة قوية"، ثم علينا أن ندرك أنه يجب علينا أن لا نقول " أنا لست
غبيا" لأن هذه رسالة تعتبر سلبية ولكن دائما (( قل ما تريد ولا تقل ما لا تريد )) بمعنى لا تقول "أنا
لست فاشل " ولكن قل "أنا ناجح" لأن العقل يصدق ما هو خلف كلمة ((لا)) فلو قلت لك لا تفكر في
حصان أسود، فإن عقلك تلقائياً يفكر في حصان أسود وقام بحذف كلمة ((لا))، وأخيراً عندما تصوغ
الصيغة بالشكل المطلوب كرر تلك الرسائل على نفسك كثيراً كلما تذكرت، فيجب عليك ويتطلب منك حتى
يصدقها الباطن أن تكررها كثيراً بشكل مفرط . مثلاً اربط خيطا على أصبعك لتتذكر كلما رأيت الخيط
وتكرر، وسوف تأتي لك الأيام بالأدلة على صدق كلامي. وعليك أن تدرك أنك لو كررت على نفسك كل
نصف ساعة أنك ستحفظ صفحة من القرآن في عشر دقائق مع الأيام ستحفظها بدون أي جهد يذكر
ولكن فقط كرّر وتوكل على الله والله سييسر الأمر ويقول الله سبحانه وتعالى { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }حدد هدفك
بعد أن تكرر تلك الرسائل كثيراً، احضر ورقة واكتب في أعلاها هدفك وهو "أنا أحفظ القرآن كاملاً
بعون الله" ولكي يتحقق الهدف عليك بأربعة أمور أساسية لابد من توفرها للحافظ وهي كالتالي:
أولاً: لا تشك أبداً بأنك لن تحفظ وتأكد من نفسك أنك ستحقق هذا الهدف، الرجاء هذا الجانب لا يهمل
إطلاقاً.
ثانيا: ضع لنفسك نموذج، أي إنسان يكون قدوة ولا أحد أجدر بالقدوة من رسولنا الكريم محمد في
القرآن الكريم وأمورنا كلها.
ثالثاً: دون كل ما سيحدث إن حفظت القرآن،من تذكر ثواب الحفظ وتذكر قول الله (اقرأ وارتق ورتل كما
كنت ترتل ... الحديث"
رابعاً: كلما حفظت وتقدمت في الحفظ قدم لنفسك هدية فعندما تحفظ سورة البقرة قدم لنفسك هدية عينية
حتى تواصل الحفظ.
العوامل المؤثرة
جميع الناس تحكمهم دوافعهم التي غرسوها في نفوسهم ، فنجد من يحصل على شهادة الدكتوراه ومن
يصبح مهندساً رائداً ومن يصبح طبيباً ناجحاً من بين أصدقائه الذين درسوا معه على الرغم من أنهم
تلقوا العلم الذي تلقى هو. فالدافع هو العامل المهم الذي يؤثر على النفس البشرية. دعنا نتخيل ونتصور
أن أحد أصدقائك طلب منك شخصياً أن تحفظ ألف صفحة كاملة في مدة قدرها أسبوع فقط، فإن مما
لاشك فيه تجد ذلك مستحيلاً تماماً، لأن ذلك يعد بالنسبة لديك متعب ومرهق، ولكن افترض لو قال لك لو
حفظت تلك الصفحات، منحتك جائزة قدرها عشرة ملايين، فماذا ستصنع؟ إنه العامل الخارجي المؤثر،
فلو وجد لديك عوامل خارجية محفزة كان ذلك أفضل والواقع يشهد أنك لن تجد خير من ((جَنَّةٍ عَرْضُهَا
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ))إدارة الوقت
حتى نتمكن من الحفظ، لابد علينا أن نرتب أمورنا لنوفر لفترة الحفظ الوقت الكافي، فأفضل طريقة
لترتيب الأعمال هي عمل جدول فقبل أن تنام أحضر ورقتين، ورقة اكتب فيها جميع الأعمال التي ستقوم
بها في الغد ، وبعد ذلك في الورقة الأخرى ارسم جدول ذي ثلاثة أعمدة واكتب في رأس كل عمود ما
يلي : الأعمال المهمة ، الأعمال الأقل أهمية، والأعمال الغير مهمة، واكتب تحت كل عمود العمل الذي
يندرج تحته حسب أهميته. واجعل الحفظ في قائمة الأعمال المهمة. وقم بأعمالك حسب أهميتها. واعلم
هديت أن أفضل الأوقات للحفظ هي الأسحار، في الصباح، فقد قرأت أن قوة العقل على الحفظ في وقت
السحر من أربعة إلى ثمان ساعات وبراحة تامة وذلك لأن المعدة تكون خالية إلى حد ما وستعرف ما
هي أهمية أن تكون المعدة خالية.
المكان الأنسب للحفظ
ربما قد حددت المكان الذي ستحفظ فيه القرآن، ولكن لم تعطي اهتماماً بما يحويه هذا المكان من
مؤثرات تشد الانتباه، فعندما يكون المكان مجرد لا يحوي صوراً ولا أثاث ولا أصوات ، يكون الحفظ
أسهل لأنه لا يوجد هناك ما يشد الانتباه للنظر والتأمل فيه، فكثير من الناس يستلقي مثلاً ويبدأ في الحفظ
وبعد مدة ليست بالطويلة ينظر إلى السقف ويتأمل فيه ويسهو عن الحفظ، فالطريقة المثلى لاختيار
المكان هو أن تجلس أمام جدار أبيض نظيف كأن تجلس في أول المسجد وتوجه بنظرك في المقدمة،
ففي تركيا، لحفظة القرآن حجيرات يجلس الطالب فيها لوحده ويحفظ، ويشترط أن يكون المكان بعيداً عن
الأصوات، فالصوت يشد ويؤثر على العقل بشكل كبير، وأن يكون المكان ذو تهوية جيدة حتى يكون
الحافظ في أحسن حال غير متوتر ولا ضيق الصدر.
التنفس العميق
قبل الشروع في الحفظ تنفس بعمق،لأن بذلك التنفس تستنشق الأكسجين بشكل أكبر من العادة، فعندما
تتنفس بعمق، تكون نسبة الأكسجين المتنفسة أكبر، ويحمل الدم ذلك الأكسجين ويقوم القلب بضخة
للدماغ ، ويغذي الأكسجين الدماغ ويبدأ الدماغ بالعمل أفضل من السابق، تنفس ما يقارب ثلاثين مرة
بعمق قبل أن تحفظ. ولا تبدأ الحفظ بعد الأكل لأن الدم مشغول بعملية الهضم وأهمل الدماغ فهو لا يضخ
للدماغ إلا كميات قليلة فتجد الحفظ بعد الأكل مباشرة مرهق ومتعب لذلك فمن الأفضل أن تحفظ وأنت
فارغ المعدة أي في الصباح. وليس يعني أن تكون جائعاً، لأن الجائع يحتاج للطاقة للدماغ يحتاج للطاقة
ليحفظ، فيستهلك الدماغ ويستهلك الجسم كليهما في استخدام الطاقة الموجودة في الجسم من قبل فيؤدي
ذلك إلى الإرهاق
هيمنة التركيز
لا يخفى عليك قوة التركيز في حل المشاكل، فربما أردت حل مسألة في السابق ووجدتها معقدة، فبدأت
بالتركيز أكثر من ذي قبل، ثم وجدت نفسك بأنك استطعت أن تحلها. أعلم هُديت أن التركيز يحل نصف
المشكلة تماماً، فكلما ركزت على الصفحة أكثر، كلما قل الوقت والجهد، فعليك بالتركيز، وضع نصب
عينيك أن تركيز عشر دقائق خير من عشر ساعات فوضى بلا تركيز. وأفضل ما تصنعه كلما وجدت أنك
تسهو عن القرآن، هو أن تقول لنفسك بصوت مرتفع (ركّز) حتى يعود العقل للتركيز من جديد، فإن
وجدت أن هذا لا يجدي، قم من مكانك وقف دقيقة قرب المكان، فبهذه الطريقة تجد نفسك أنه لا يوجد
شيء ليشد انتباهك فتجد نفسك أنك تريد التكملة والتركيز كما سبق. و بعد مدة من الزمن ستجد نفسك لا
تسهو عند الحفظ لأن الرسالة تكرر على العقل الباطن وصدقها فمنحك تركيز أقوى وأكثر فعالية. وتذكر
ما تطرقنا له عندما تحدثنا عن المكان وما يحمله من تأثيرات على العقل تؤدي لشد الانتباه وتشتيت
التركيز.
التكرار
إن الطفل يخطئ في الصغر ومع التكرار يصبح قادراً على التحدث بطلاقة، فالتكرار له فوائده في
التعليم، فكلما كرر الحافظ الآية كلما زادت نسبة قوة الحفظ لديه لها وزادت نسبة طلاقته في القراءة.
فالمراجعة والتكرار لابد منهما حتى لا نفقد ما حفظناه مسبقاً، فهناك نظرية تقول أن الحافظ عندما يحفظ
في الصباح يوضع ما تم حفظه في ذاكرة مؤقتة، وعندما يراجعها في ظهر يوم الثاني أو الثالث، ترسل
الملفات إلى الذاكرة طويلة الأمد. لذلك يتطلب من الحافظ أن يراجع ويكرر كل ما حفظ من كتاب الله
وذلك في ظهر اليوم الثاني والثالث. فحافظ على المراجعة في وقت الظهيرة بعد يوم أو يومين.
الانتظام
إن بانتظامك اليومي على الحفظ ، يصبح العقل الباطن نشيط على الاستيقاظ مبكراً لتعوده على هذا
النظام ويصبح من السهل عليه الحفظ من السابق، فتجد نفسك تستيقظ مبكراً تلقائياً من دون منبه
وتحفظ بسرعة. وكما تعلم أن الرسول حث على العمل وفضلّه أن يكون دائما وليس متقطع،فقد قال
"أفضل العمل أدومه وإن قل" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ويقولون أن الذي يعمل في انتظام
طوال الأيام ثم يفقد يوم أو يهمله كمن كان يلف الخيوط ثم سقطت من يده وعاد من جديد، وهذا لا
يقتضي أنه إذا أصابك ظرف وتخلفت يوم أنه من الصعب عليك الاستمرار، لا بل استمر وتوكل على الله،
بل يقول بعض العلماء أن مما يدفع للاستمرار على الحفظ ان يخصص الحافظ له يوم أو يومين للراحة
والاستجمام.
تأثيرات أخرى تساعد في حفظ القرآن الكريم •
الالتزام بطبعة معينة من المصحف الشريف يساعد على حفظ أماكن الآيات، فتجد بعض الناس يقول
حين يقرأ القرآن غيباً أنه يعرف أين مكان الآية بالضبط هل هي في الأعلى أم في المنتصف أم في
الأسفل، وكلما تغيرت الطبعة التي تحفظ منها كلما تشتت العقل.
• الاستماع إلى شيخ يحسن التجويد من أهم الأمور لمن أراد أن يتقن التجويد ومن أفضل القراء الذي
أنصح بهم هم محمد صديق المنشاوي ومحمد أيوب وعلي عبدالرحمن الحذيفي.
• قراءة وحفظ القرآن بترتيل وصوت حسن يساعدك على الاستمرار في تثبيت الآيات.
• حفظ القرآن وتدبره بشكل هادئ يساعد على غرس الآيات ببطء وتأصيلها في العقل ويقاوم النسيان
المبكر للآيات.
• تخيل معاني الآية وربطها في العقل يؤدي إلى تذكر الآية بسهولة، فإن عملية الربط من أهم وسائل
الذاكرة الفورية كأن تتخيل عندما تقرأ آية ((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا )) قرية
خربة وهامدة لا أحد فيها.
• أن ما يساعدك على الحفظ هو لزوم الطاعات واجتناب والمعاصي ولا يخفى عليكم قصة من شكى إلى
معلمه وكيع وجود صعوبة في الحفظ فأخبره أن ترك المعاصي يجل من الحفظ مهمة شاقة. وأخذ يقول
السائل:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العـلم نـــــورٌ ونور الله لا يهدى لعاصي
• الحفظ في وقت الملل والضجر مضيعة للوقت أيما مضيعة، فإن في ذلك جهد وإرهاق بلا فائدة، التزم
الحفظ عند انشراح الصدر.
• التركيز على ما تشابه من القرآن والتمييز بينهما فمثلاً أية (( يقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ )) توجد في
سورة آل عمران 112 وهناك أية أخرى شبيه لها وهي (( يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ )) وتوجد في
سورة البقرة 61 وفي سورة آل عمران 21 توجد هذه الآية ((يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ))
طريقة فعالة لحفظ القرآن بذاكرة طويلة الأمد
من يريد أن يحفظ القرآن الكريم بذاكرة طويلة الأمد، عليه بإتباع ما يتبعه معلمو حفظة كتاب الله في
تركيا وهي أن تحفظ في اليوم الأول أول صفحة من الجزء الأول، وفي اليوم الثاني تحفظ أول صفحة من
الجزء الثاني وهكذا حتى تكمل جميع الصفحات الأولى لجميع الأجزاء، وعندما تنتهي منها، تقوم بحفظ
الصفحة الثانية من الجزء الأول ثم من الجزء الثاني وهكذا حتى تختم القرآن، وعندما تنتهي تقوم بربط
الصفحات ببعضها البعض بتكرار أخر آية من الصفحة الأولى وأول آية من الصفحة الثانية. والحكمة
من هذه الطريقة أنها تساعد الطالب على الراحة والاستمرار في الحفظ، لأن طبيعة النفس البشرية تحب
التنويع، فالتنقل بين السور المدنية إلى المكية والعكس يحدث تنويع أفكار السور، فمثلاً ربما يقرأ في
سورة عن قصة وفي أخرى عن حكم وفي ثالثة عن ترهيب وفي رابعة عن ترغيب، فهو يتنقل بينهما في
رحلته تجاه حفظ القرآن.
طريقة فعالة للمراجعة والحفظ بسرعة
وهي قبل أن تبدأ في حفظ الصفحة، عليك أولاً أن تقرأ الصفحة كاملة وتعرف ما تتحدث عنه، وما هي
الفكرة التي تتطرق إليها؟ وبعد ذلك تقوم بكتابة الأحرف الأولى لجميع الكلمات في تلك الصفحة مرتبة
حسب المصحف. فعند المراجعة والحفظ يقوم المتعلم بقراءة الآية وعندما يتوقف و ينسى الكلمة
القادمة، يعود إلى حروفه ويعرف ما هو أول حرف تبدأ به تلك الكلمة ويتذكر الكلمة بإذن الله، وعندما
يجد صعوبة في التذكر، يراجعها في القرآن ولن ينساها بعد ذلك بعون الله. ونضرب على ذلك المثال
حتى تتبين الفكرة فمثلاً آية "إنا أعطيناك الكوثر" نكتب في دفتر ملاحظاتنا الأحرف الأولى للكلمات
فستكون كالتالي " إ - أ - الك " فيمكننا إضافة ((أل التعريف)) كاملة مع الحرف التالي وأيضا يمكننا
كتابة لفظ الجلالة ((الله)) كاملاً، فعندما يقوم الحافظ بالمراجعة وينسى كلمة "الكوثر" فإنه سيعود
لدفتره فيرى حرف "الك" ويعرف إن الكلمة تبدأ بذلك الحرف فيتذكر.
طلب
أرجو من كل من امتلك هذه الصفحات أن يصورها وينشرها لمن يعتقد أنها ستفيده إن ظن أنه لن ينتفع
منها ، فلربما حفظ القرآن أحد المسلمين أو أكثر من ذلك وكنت سبباً في تيسير هذه الصفحات له، وتذكر
أنك كلما نشرت أكثر، كلما زادت فرصتك للفوز بالحسنات، فكلنا يعلم حديث الرسول
"الدال على الخير كفاعله"
منقول للفائدة
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً
وبعون الله ، سنحفظ كتاب الله
هذه رسالة إلى كل طفل وطفلة، إلى كل شاب وشابة، إلى كل شيخ وعجوز يحمل هم هذا الدين، رسالة
أبتغي فيها أن تستيقظ العقول ولو لفترات، فالزمان متسارع والطريق منحدرات، وإن لم نركب السفينة
مع أسلافنا، بقينا على الميناء حتى يعودوا ولن يعودوا إلى بعودة من أنفسنا (( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )). عليكم أن تدركوا إخواني أن قنوات الدعوة إلى النصرانية يفوق عددها
قنوات الإسلام بكثير، وإن من أعداءنا من يفسر القرآن بطريقته الخاصة حتى يضلونا السبيلا! فكم من
مبشر يفسر القرآن ويدعو المسلمين للنصرانية وبكتابنا نحن، فأين نحن من الرد على هؤلاء، ما هو
موقفنا من هذا الدين؟ وربما تتساءلون وكيف نرد؟ لا يخفاكم أن الرد يكون بمعرفة كتاب الله وتفسيره
وحفظه فإن بذلك تسلم القلوب، وتحيا الضمائر، وتعالوا لنسمع ماذا يقول أحد أعداء الإسلام، يقول: من
لي بمن يخرج القرآن من صدور أبناء الإسلام؟ فيرد أحد الأشقياء ويقول: نأتي إلى المصحف فنمزقه
قال: لا، لا ينفع نريد أن نمزقه من قلوبهم وقلوب أبنائهم. انظروا معي كيف أن أعدائنا عرفوا أن
نصرتنا بالقرآن الكريم وبحفظته، فمتى نحن سنعلم؟ نعم، متى سنعلم هذه الحقيقة؟ واسمع إلى ما يقوله
عدو آخر يقول: ثلاث ما دامت عند المسلمين فلن تستطيعوا إخراجهم من دينهم ؛ القرآن في صدورهم
والمنبر يوم الجمعة والكعبة التي يرتادها الملايين من المسلمين فإذا قضي على هذه قضي على
الإسلام والمسلمين؟ فمتى سنمكن القرآن من قلوبنا؟ أجيبوا متى؟
فضل القرآن الكريم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً
وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ{29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ {30} }
ويقول من لا ينطق عن الهوى "تركتم فيكم ما إن تمسكتم به، لن تضلوا بعده، كتاب الله وسنتي" ويقول
أيضا "اتلوا القرآن فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول
ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" فيا لله كم من الحسنات سنحصد من قراءة
كتاب الله وحفظه وتكراره، وتخيل معي يا عبد الله، يا حافظ القرآن، كيف إنك تأتي يوم القيامة وقد نصب
لك في الجنة سلما بدرجات يقول الله لك بلا ترجمان اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها
فمن كان يقرأ في القرآن كثيرا رقى حتى يصبح كالكوكب الدري في سماء الجنة ثم هم على منازل هم
درجات عند الله والله بصيرٌ بما يعملون. . وانظر معي كيف كانوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
رضوان الله عليهم ، ها هو [عثمان] ـ رضي الله عنه ـ كان ينشر المصحف من بعد الفجر إلى صلاة
الظهر يقرأ ودموعه تنهمر على كتاب الله فيقول له الناس: لو خففت عن نفسك، قال: أما والله لو
طهرت قلوبنا ما شبعنا من القرآن.
الإخلاص طريق المتعلم إلى النجاح
لا نريد من هذه الرسالة أن نخرج بحفظ كتاب الله لغير وجه الله، لأن عقاب هذا خزي في الآخرة وعذاب
أليم، نريد أن نخلص النية ونضع نصب أعيننا أن في الصحيح أنه صلي الله عليه وسلم قال "يؤتي
بحامل القرآن رياء فيقول الله له ماذا عملت قال تعلمت فيك القرآن وعلمته قال كذبت وإنما تعلمت ليقال
عالم وقرأت ليقال قارئ فقد قيل ثم يُأْمَرُ به فيسحب على وجهه حتى يلقي في النار" تخيلوا ان قاريء
القرآن يسحب على وجه؟ وذلك كله بسبب عدم إخلاص النية. يشتكي أحد المسلمين من أنه لم يعد كما
كان في صلاته وصومه وأموره كلها، فكان يخشع ويخلص النية في السابق، إلا انه أصبح يهمل في
أداء بعض العبادات. أبشركم أخوتي في الله أنني أحمل لكم مفاجأة تستطيعون بها أن تثبتوا على هذا
الدين وتخلصوا نياتكم ،فكلكم الآن مشتاق لمعرفة ذلك، وما هو الحل لمشكلة هذا المسلم؟ سنأخذكم في
جولة تبين لكم هذه الطريقة بشكل مبسط، طالب مهمل دائما لا يقوم بما يطلب منه معلمه من مهام ولكنه
عندما سمع المعلم يقول أن لكل مهمة يكلف بها الطالب عشر نقاط، قام واجتهد وأدى المهام، السؤال
هنا مالذي دفع الطالب على القيام بالمهام مع أنه مهمل؟ نقول هنا أن هذا الطالب عندما عرف أن لهذه
المهام قيمة، أدى ما عليه؟ ولكن طالما لن يجني منها أي جائزة فلن يعمل؟ فكلما تذكر الطالب النقاط
قام ليعمل فهو يسعى وراء ثواب، فلماذا لا يقوم المسلم بالصلاة يرجو من ورائها الثواب؟ إن هذا
المسلم لا يجدد نيته كلما أراد أن يصلى أو يقرآ ويحفظ القرآن فهو يذهب للمسجد بدون نية مسبقة
واحتساب للأجر من الله، فعلى هذا المسلم أذا اراد أن يصلى أن يستحضر نيته كأن يقول في
نفسه: "اللهم إني سأخرج إلى المسجد لأؤدي الصلاة لترضى عني وترزقني من حيث لا احتسب
وتؤجرني بالحسنات." لأنه بهذه الطريقة وضع له محفز يدفعه وهي الحسنات وإن لم يستشعر الحسنات لن يعمل كالطالب المهمل، فهو يصلي رياء، ولا يرجو وراء ذلك مثوبة، فعليه أن يصنع ذلك في أموره
كلها ليحتسب الأجر عند الله، فقط يجدد النية، قبل ما يتوضأ وقبل ما يخرج للصلاة يسأل نفسه هذا
السؤال: هل هذا يرضي الله؟ فإن كانت الإجابة بنعم فهو يذهب لرضوان الله وعلى ذلك يؤجر؟ ويستطيع
المسلم أن يكسب الحسنات في كل أموره لأن كل شيء لله سبحانه وتعالى حتى الذهاب للمدرسة ينبغي
أن يجعله لله ليؤجر على ذلك، فإن الله يقول {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
فالعبادات والحياة والممات لله كلها، فعند الذهاب للمدرسة مثلاً يقول في نفسه " اللهم أذهب للمدرسة
حتى أتعلم وأدعو لدينك" هنا تؤجر! بدلاً من أن تذهب بدون استحضار نية، أرأيت عظم الأجر فقط مجرد
استحضار النية الحسنة وتجديدها. فالخطوة الأولى تجديد النية دائماً
طبيعة الإنسان المعروفة
العقل البشري ينقسم لقسمين: عقل واعي وعقل باطن ، العقل الواعي هو الذي تدرك به أنت الآن فأنت
تقرأ كلماتي وتدرك معناها ، وهو يستيقظ باستيقاظك وينام بنومك. والعقل الباطن هو الذي يتحكم في
طبيعتك وعاداتك وهوياتك وهو يملك قوة غير عادية جداً تغير حياتك رأساً على عقب إلى الأفضل وهو
مستيقظ دائما لا ينام. فإذا أتتك فكرة معينة أو سمعت بتجربة فإن العقل الواعي ربما يصدقها فإن صدقها
أول ما يصنع هو إرسالها للعقل الباطن ، فكلما كررها، كلما كانت مثبتة في الباطن أكثر، حتى تصبح
عادة وتتشكل طبيعتك، فعندما كنت صغير ربما أنك لمست كوباً ساخناً وحرق يدك، تعتبر هذه تجربة ،
فعندما أزلت يدك صدق العقل الواعي أن هذا خطراً ، فربما أعدت ذلك من جديد وحرقت يدك، فتكررت
التجربة من جديد، بهذا تثبتت هذه التجربة في العقل الباطن، فأصبحت لا تلقائيا تخشى الكوب الساخن،
ويقول المثل فيما معناه "من لسعته الحية، يخاف من الحبل" فالعقل الواعي كربان السفينة التي يتحكم
بالسفينة الضخمة (العقل الباطن)، فتجد أن كثير من الفاشلين في حياتهم قد واجهوا رسائل سلبية مثل "
أنت غبي، أنت لا تستطيع " فشكلت هذه الرسائل السلبية حياتهم فتجدهم لا يهرعون للعمل خوفاً من
الفشل الذي صدقه العقل الباطن، فنحن هنا سنكرر لعقلنا الباطن كلمات حتى يصدقها لتساعدنا في حفظ
القرآن الكريم كأن نقول " أنا استطيع أن أحفظ القرآن كاملاً، أنا ذكي ولدي ذاكرة قوية جداً" فإن هذه
الرسالة كلما كررها العقل الواعي، كلما صدقها العقل الباطن، فبمجرد تصديقها، تأتيك الذاكرة القوية
وتصبح ذكياً وتحفظ القرآن كاملاً لأن الباطن كما قلنا يملك قوى غير معقولة. وحتى تكون هذه الرسائل
فعالة بالشكل المطلوب لابد أن تقتنع تماماً بأنها ستحقق، لا تقل ربما تتحقق، لأن الشك في ذلك لا يؤدي
لنتائج جيدة إطلاقاً، ولكن كن متأكداً و موقناً يقيناً تاماً أنها ستحقق، وكل شيء بمشيئة الله، ثم عليك أن
تدونها على ورقة بيضاء وتحتفظ بها في محفظتك و لابد أن تكون هذه الرسالة بصيغتها واضحة
ومحددة، بمعنى أن ما تريده لا يحتاج إلى تفسير، وأن تكون في صيغة الحاضر فلا تقل "سوف يكون
لدي ذاكرة قوية" ولكن قل "لدي ذاكرة قوية"، ثم علينا أن ندرك أنه يجب علينا أن لا نقول " أنا لست
غبيا" لأن هذه رسالة تعتبر سلبية ولكن دائما (( قل ما تريد ولا تقل ما لا تريد )) بمعنى لا تقول "أنا
لست فاشل " ولكن قل "أنا ناجح" لأن العقل يصدق ما هو خلف كلمة ((لا)) فلو قلت لك لا تفكر في
حصان أسود، فإن عقلك تلقائياً يفكر في حصان أسود وقام بحذف كلمة ((لا))، وأخيراً عندما تصوغ
الصيغة بالشكل المطلوب كرر تلك الرسائل على نفسك كثيراً كلما تذكرت، فيجب عليك ويتطلب منك حتى
يصدقها الباطن أن تكررها كثيراً بشكل مفرط . مثلاً اربط خيطا على أصبعك لتتذكر كلما رأيت الخيط
وتكرر، وسوف تأتي لك الأيام بالأدلة على صدق كلامي. وعليك أن تدرك أنك لو كررت على نفسك كل
نصف ساعة أنك ستحفظ صفحة من القرآن في عشر دقائق مع الأيام ستحفظها بدون أي جهد يذكر
ولكن فقط كرّر وتوكل على الله والله سييسر الأمر ويقول الله سبحانه وتعالى { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }حدد هدفك
بعد أن تكرر تلك الرسائل كثيراً، احضر ورقة واكتب في أعلاها هدفك وهو "أنا أحفظ القرآن كاملاً
بعون الله" ولكي يتحقق الهدف عليك بأربعة أمور أساسية لابد من توفرها للحافظ وهي كالتالي:
أولاً: لا تشك أبداً بأنك لن تحفظ وتأكد من نفسك أنك ستحقق هذا الهدف، الرجاء هذا الجانب لا يهمل
إطلاقاً.
ثانيا: ضع لنفسك نموذج، أي إنسان يكون قدوة ولا أحد أجدر بالقدوة من رسولنا الكريم محمد في
القرآن الكريم وأمورنا كلها.
ثالثاً: دون كل ما سيحدث إن حفظت القرآن،من تذكر ثواب الحفظ وتذكر قول الله (اقرأ وارتق ورتل كما
كنت ترتل ... الحديث"
رابعاً: كلما حفظت وتقدمت في الحفظ قدم لنفسك هدية فعندما تحفظ سورة البقرة قدم لنفسك هدية عينية
حتى تواصل الحفظ.
العوامل المؤثرة
جميع الناس تحكمهم دوافعهم التي غرسوها في نفوسهم ، فنجد من يحصل على شهادة الدكتوراه ومن
يصبح مهندساً رائداً ومن يصبح طبيباً ناجحاً من بين أصدقائه الذين درسوا معه على الرغم من أنهم
تلقوا العلم الذي تلقى هو. فالدافع هو العامل المهم الذي يؤثر على النفس البشرية. دعنا نتخيل ونتصور
أن أحد أصدقائك طلب منك شخصياً أن تحفظ ألف صفحة كاملة في مدة قدرها أسبوع فقط، فإن مما
لاشك فيه تجد ذلك مستحيلاً تماماً، لأن ذلك يعد بالنسبة لديك متعب ومرهق، ولكن افترض لو قال لك لو
حفظت تلك الصفحات، منحتك جائزة قدرها عشرة ملايين، فماذا ستصنع؟ إنه العامل الخارجي المؤثر،
فلو وجد لديك عوامل خارجية محفزة كان ذلك أفضل والواقع يشهد أنك لن تجد خير من ((جَنَّةٍ عَرْضُهَا
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ))إدارة الوقت
حتى نتمكن من الحفظ، لابد علينا أن نرتب أمورنا لنوفر لفترة الحفظ الوقت الكافي، فأفضل طريقة
لترتيب الأعمال هي عمل جدول فقبل أن تنام أحضر ورقتين، ورقة اكتب فيها جميع الأعمال التي ستقوم
بها في الغد ، وبعد ذلك في الورقة الأخرى ارسم جدول ذي ثلاثة أعمدة واكتب في رأس كل عمود ما
يلي : الأعمال المهمة ، الأعمال الأقل أهمية، والأعمال الغير مهمة، واكتب تحت كل عمود العمل الذي
يندرج تحته حسب أهميته. واجعل الحفظ في قائمة الأعمال المهمة. وقم بأعمالك حسب أهميتها. واعلم
هديت أن أفضل الأوقات للحفظ هي الأسحار، في الصباح، فقد قرأت أن قوة العقل على الحفظ في وقت
السحر من أربعة إلى ثمان ساعات وبراحة تامة وذلك لأن المعدة تكون خالية إلى حد ما وستعرف ما
هي أهمية أن تكون المعدة خالية.
المكان الأنسب للحفظ
ربما قد حددت المكان الذي ستحفظ فيه القرآن، ولكن لم تعطي اهتماماً بما يحويه هذا المكان من
مؤثرات تشد الانتباه، فعندما يكون المكان مجرد لا يحوي صوراً ولا أثاث ولا أصوات ، يكون الحفظ
أسهل لأنه لا يوجد هناك ما يشد الانتباه للنظر والتأمل فيه، فكثير من الناس يستلقي مثلاً ويبدأ في الحفظ
وبعد مدة ليست بالطويلة ينظر إلى السقف ويتأمل فيه ويسهو عن الحفظ، فالطريقة المثلى لاختيار
المكان هو أن تجلس أمام جدار أبيض نظيف كأن تجلس في أول المسجد وتوجه بنظرك في المقدمة،
ففي تركيا، لحفظة القرآن حجيرات يجلس الطالب فيها لوحده ويحفظ، ويشترط أن يكون المكان بعيداً عن
الأصوات، فالصوت يشد ويؤثر على العقل بشكل كبير، وأن يكون المكان ذو تهوية جيدة حتى يكون
الحافظ في أحسن حال غير متوتر ولا ضيق الصدر.
التنفس العميق
قبل الشروع في الحفظ تنفس بعمق،لأن بذلك التنفس تستنشق الأكسجين بشكل أكبر من العادة، فعندما
تتنفس بعمق، تكون نسبة الأكسجين المتنفسة أكبر، ويحمل الدم ذلك الأكسجين ويقوم القلب بضخة
للدماغ ، ويغذي الأكسجين الدماغ ويبدأ الدماغ بالعمل أفضل من السابق، تنفس ما يقارب ثلاثين مرة
بعمق قبل أن تحفظ. ولا تبدأ الحفظ بعد الأكل لأن الدم مشغول بعملية الهضم وأهمل الدماغ فهو لا يضخ
للدماغ إلا كميات قليلة فتجد الحفظ بعد الأكل مباشرة مرهق ومتعب لذلك فمن الأفضل أن تحفظ وأنت
فارغ المعدة أي في الصباح. وليس يعني أن تكون جائعاً، لأن الجائع يحتاج للطاقة للدماغ يحتاج للطاقة
ليحفظ، فيستهلك الدماغ ويستهلك الجسم كليهما في استخدام الطاقة الموجودة في الجسم من قبل فيؤدي
ذلك إلى الإرهاق
هيمنة التركيز
لا يخفى عليك قوة التركيز في حل المشاكل، فربما أردت حل مسألة في السابق ووجدتها معقدة، فبدأت
بالتركيز أكثر من ذي قبل، ثم وجدت نفسك بأنك استطعت أن تحلها. أعلم هُديت أن التركيز يحل نصف
المشكلة تماماً، فكلما ركزت على الصفحة أكثر، كلما قل الوقت والجهد، فعليك بالتركيز، وضع نصب
عينيك أن تركيز عشر دقائق خير من عشر ساعات فوضى بلا تركيز. وأفضل ما تصنعه كلما وجدت أنك
تسهو عن القرآن، هو أن تقول لنفسك بصوت مرتفع (ركّز) حتى يعود العقل للتركيز من جديد، فإن
وجدت أن هذا لا يجدي، قم من مكانك وقف دقيقة قرب المكان، فبهذه الطريقة تجد نفسك أنه لا يوجد
شيء ليشد انتباهك فتجد نفسك أنك تريد التكملة والتركيز كما سبق. و بعد مدة من الزمن ستجد نفسك لا
تسهو عند الحفظ لأن الرسالة تكرر على العقل الباطن وصدقها فمنحك تركيز أقوى وأكثر فعالية. وتذكر
ما تطرقنا له عندما تحدثنا عن المكان وما يحمله من تأثيرات على العقل تؤدي لشد الانتباه وتشتيت
التركيز.
التكرار
إن الطفل يخطئ في الصغر ومع التكرار يصبح قادراً على التحدث بطلاقة، فالتكرار له فوائده في
التعليم، فكلما كرر الحافظ الآية كلما زادت نسبة قوة الحفظ لديه لها وزادت نسبة طلاقته في القراءة.
فالمراجعة والتكرار لابد منهما حتى لا نفقد ما حفظناه مسبقاً، فهناك نظرية تقول أن الحافظ عندما يحفظ
في الصباح يوضع ما تم حفظه في ذاكرة مؤقتة، وعندما يراجعها في ظهر يوم الثاني أو الثالث، ترسل
الملفات إلى الذاكرة طويلة الأمد. لذلك يتطلب من الحافظ أن يراجع ويكرر كل ما حفظ من كتاب الله
وذلك في ظهر اليوم الثاني والثالث. فحافظ على المراجعة في وقت الظهيرة بعد يوم أو يومين.
الانتظام
إن بانتظامك اليومي على الحفظ ، يصبح العقل الباطن نشيط على الاستيقاظ مبكراً لتعوده على هذا
النظام ويصبح من السهل عليه الحفظ من السابق، فتجد نفسك تستيقظ مبكراً تلقائياً من دون منبه
وتحفظ بسرعة. وكما تعلم أن الرسول حث على العمل وفضلّه أن يكون دائما وليس متقطع،فقد قال
"أفضل العمل أدومه وإن قل" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ويقولون أن الذي يعمل في انتظام
طوال الأيام ثم يفقد يوم أو يهمله كمن كان يلف الخيوط ثم سقطت من يده وعاد من جديد، وهذا لا
يقتضي أنه إذا أصابك ظرف وتخلفت يوم أنه من الصعب عليك الاستمرار، لا بل استمر وتوكل على الله،
بل يقول بعض العلماء أن مما يدفع للاستمرار على الحفظ ان يخصص الحافظ له يوم أو يومين للراحة
والاستجمام.
تأثيرات أخرى تساعد في حفظ القرآن الكريم •
الالتزام بطبعة معينة من المصحف الشريف يساعد على حفظ أماكن الآيات، فتجد بعض الناس يقول
حين يقرأ القرآن غيباً أنه يعرف أين مكان الآية بالضبط هل هي في الأعلى أم في المنتصف أم في
الأسفل، وكلما تغيرت الطبعة التي تحفظ منها كلما تشتت العقل.
• الاستماع إلى شيخ يحسن التجويد من أهم الأمور لمن أراد أن يتقن التجويد ومن أفضل القراء الذي
أنصح بهم هم محمد صديق المنشاوي ومحمد أيوب وعلي عبدالرحمن الحذيفي.
• قراءة وحفظ القرآن بترتيل وصوت حسن يساعدك على الاستمرار في تثبيت الآيات.
• حفظ القرآن وتدبره بشكل هادئ يساعد على غرس الآيات ببطء وتأصيلها في العقل ويقاوم النسيان
المبكر للآيات.
• تخيل معاني الآية وربطها في العقل يؤدي إلى تذكر الآية بسهولة، فإن عملية الربط من أهم وسائل
الذاكرة الفورية كأن تتخيل عندما تقرأ آية ((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا )) قرية
خربة وهامدة لا أحد فيها.
• أن ما يساعدك على الحفظ هو لزوم الطاعات واجتناب والمعاصي ولا يخفى عليكم قصة من شكى إلى
معلمه وكيع وجود صعوبة في الحفظ فأخبره أن ترك المعاصي يجل من الحفظ مهمة شاقة. وأخذ يقول
السائل:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العـلم نـــــورٌ ونور الله لا يهدى لعاصي
• الحفظ في وقت الملل والضجر مضيعة للوقت أيما مضيعة، فإن في ذلك جهد وإرهاق بلا فائدة، التزم
الحفظ عند انشراح الصدر.
• التركيز على ما تشابه من القرآن والتمييز بينهما فمثلاً أية (( يقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ )) توجد في
سورة آل عمران 112 وهناك أية أخرى شبيه لها وهي (( يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ )) وتوجد في
سورة البقرة 61 وفي سورة آل عمران 21 توجد هذه الآية ((يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ))
طريقة فعالة لحفظ القرآن بذاكرة طويلة الأمد
من يريد أن يحفظ القرآن الكريم بذاكرة طويلة الأمد، عليه بإتباع ما يتبعه معلمو حفظة كتاب الله في
تركيا وهي أن تحفظ في اليوم الأول أول صفحة من الجزء الأول، وفي اليوم الثاني تحفظ أول صفحة من
الجزء الثاني وهكذا حتى تكمل جميع الصفحات الأولى لجميع الأجزاء، وعندما تنتهي منها، تقوم بحفظ
الصفحة الثانية من الجزء الأول ثم من الجزء الثاني وهكذا حتى تختم القرآن، وعندما تنتهي تقوم بربط
الصفحات ببعضها البعض بتكرار أخر آية من الصفحة الأولى وأول آية من الصفحة الثانية. والحكمة
من هذه الطريقة أنها تساعد الطالب على الراحة والاستمرار في الحفظ، لأن طبيعة النفس البشرية تحب
التنويع، فالتنقل بين السور المدنية إلى المكية والعكس يحدث تنويع أفكار السور، فمثلاً ربما يقرأ في
سورة عن قصة وفي أخرى عن حكم وفي ثالثة عن ترهيب وفي رابعة عن ترغيب، فهو يتنقل بينهما في
رحلته تجاه حفظ القرآن.
طريقة فعالة للمراجعة والحفظ بسرعة
وهي قبل أن تبدأ في حفظ الصفحة، عليك أولاً أن تقرأ الصفحة كاملة وتعرف ما تتحدث عنه، وما هي
الفكرة التي تتطرق إليها؟ وبعد ذلك تقوم بكتابة الأحرف الأولى لجميع الكلمات في تلك الصفحة مرتبة
حسب المصحف. فعند المراجعة والحفظ يقوم المتعلم بقراءة الآية وعندما يتوقف و ينسى الكلمة
القادمة، يعود إلى حروفه ويعرف ما هو أول حرف تبدأ به تلك الكلمة ويتذكر الكلمة بإذن الله، وعندما
يجد صعوبة في التذكر، يراجعها في القرآن ولن ينساها بعد ذلك بعون الله. ونضرب على ذلك المثال
حتى تتبين الفكرة فمثلاً آية "إنا أعطيناك الكوثر" نكتب في دفتر ملاحظاتنا الأحرف الأولى للكلمات
فستكون كالتالي " إ - أ - الك " فيمكننا إضافة ((أل التعريف)) كاملة مع الحرف التالي وأيضا يمكننا
كتابة لفظ الجلالة ((الله)) كاملاً، فعندما يقوم الحافظ بالمراجعة وينسى كلمة "الكوثر" فإنه سيعود
لدفتره فيرى حرف "الك" ويعرف إن الكلمة تبدأ بذلك الحرف فيتذكر.
طلب
أرجو من كل من امتلك هذه الصفحات أن يصورها وينشرها لمن يعتقد أنها ستفيده إن ظن أنه لن ينتفع
منها ، فلربما حفظ القرآن أحد المسلمين أو أكثر من ذلك وكنت سبباً في تيسير هذه الصفحات له، وتذكر
أنك كلما نشرت أكثر، كلما زادت فرصتك للفوز بالحسنات، فكلنا يعلم حديث الرسول
"الدال على الخير كفاعله"
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق